الآثار النفسية للأشخاص الذين تعرضوا للتحرش الجنسى فى صغرهم




الآثار النفسية للأشخاص الذين تعرضوا للتحرش الجنسى فى صغرهم

تعتبر قضية التحرش الجنسى بالأطفال قضية هامة وشائكة لما لها من أثر نفسى سيئ عليهم عندما يصلوا لمرحلة البلوغ وعلى عكس ما يعتقد البعض أن التحرش الجنسى لا يصدر إلا من الغرباء فإن الدراسات تؤكد حدوث تحرشات جنسية داخل نطاق الأسرة ممن يثق بهم الطفل وهذا يضاعف الأثر السيئ ويعمقه لأنه يفقده الثقة حتى بأقرب الأشخاص لديه كما أن التحرش بالأطفال لا يصدر من الرجال فقط فقد تم تسجيل حالات قامت فيها نساء بالتحرش بأطفال بل وتجاوز الأمر إلى حدوث علاقة جنسية كاملة بينها وبين الطفل ويمكن تقسيم الأثر التى يتركه التحرش الجنسى إلى أثار نفسية وأثار جنسية وتعتمد حدة هذه الآثار وتأصلها فى نفس الشخص على درجة التحرش الذى تعرض له وهو طفل ومدى تكراره الآثار النفسية:- الشك وفقدان الثقة بالآخرين وعدم الشعور بالأمان ويزداد هذا الشعور إذا كان المتحرش من الأقارب أو الجيران- صعوبة التعامل مع الآخرين وهو ما قد يتطور لاحقا لحالة شبه كاملة من الإنعزال والتوحد- الإكتئاب والشعور المتواصل بالحزن وتأنيب الضمير رغم يقينه بأنه لم يكن قادرا على رد هذا الإعتداء الذى تم عليه فى صغره أو منعه ومع ذلك يستمر فى لوم نفسه وتعذيبها لدرجة قد تصل إلى محاولة إيذاء الجسد بكيه بالنار أو جرحه بآداة حادة- ضعف الشخصية وسهولة التبعية والإنقياد بسبب الفقدان التام للثقة بالنفس- التقلب العاطفى والشك فى الزوجة بإستمرار وفى بعض الأحيان يحدث عزوف وعدم رغبة فى الزواج- العصبية الزائدة والتى قد تنعكس على الشراهة فى التدخين أو تناول الخمور- العدوانية تجاه الآخرين وخاصة الغرباء والذى قد يتطور إلى البارانويا - إدمان مشاهدة الأفلام الإباحية والرغبة فى التلصص على الآخرين - إضطرابات النوم وكثرة الإصابة بالكوابيسالآثار الجنسية:وهى عبارة عن إنحرافات جنسية يعانى منها الشخص وتختلف تبعا للطريقة التى تعرض بها للتحرش أو للاغتصاب الكامل والمدة التى إستمر فيها هذا الفعل والشخص الذى قام بذلك سواء كونه من الأقارب أم من الغرباء - إشتهاء المحارم وفى أغلب الحالات تكون هذه الرغبة موجهة ناحية الأم بالذات ويمكن الإكتفاء بالتحرش بها أو قد تتطور هذه الرغبة لمحاولة إغتصابها وعادة ما يتم تفسير هذه الرغبة بأنها محاولة من الشخص للإنتقام من أمه التى غفلت عنه ولم تستطع حمايته من التحرش خصوصا اذا كان المتحرش من الأقارب- الشذوذ الجنسى ويحدث هذا إذا حدثت ممارسة كاملة وأستمرت فترة جعلت الشخص يعتاد عليها ويرغب فيها- الرغبة فى مشاهدة الزوجة فى أوضاع جنسية مع رجال آخرين حيث يشعر الزوج بعدم الثقة فى نفسه وعدم قدرته على إشباع رغبات زوجته- الميل إلى معاشرة النساء الأكبر منه سنا وممارسة اللواط معهن ويحدث هذا إذا كان التحرش أو الإغتصاب الذى تعرض له تم من إمرأة حيث يستمتع بالشعور بإذلالهن إنتقاما لما فعلته به إحداهن من قبل حيث يعتبر اللواط بالمرأة دلالة نفسية مهمة على الرغبة فى قهرها وإذلالها- إدمان التحرش الجنسى كنوع من عقاب المجتمع بسبب كراهيته له وعدم قدرته على التواصل مع أفرادهالعلاج:يجب تقييم الحالة جيدا من متخصص لمعرفة ما هى الإنحرافات الجنسية التى يعانى منها الشخص وما يصاحبها من آثار نفسية وتحديد أنسب الوسائل للتعامل معها وتحديد خطوط إسترشاد عامة لمساعدته على تجاوز هذه الإنحرافات وإن كان العلاج يعتمد بشكل أساسى على إقناع المريض بأنه ليس مسئولا عما حدث ولم يكن يملك القدرة على منعه أو إيقافه وإفهامه أنه مجرد ضحية ويجب عليه أن يواجه هذا الإبتلاء الذى تعرض له منذ صغره حتى يكون جديرا بأن يكون فردا فى مجتمع قادر على حماية أطفاله من التحرش الجنسى وفى بعض الحالات قد يتم اللجوء للعقاقير الطبية إذا صاحب الحالة إكتئاب أو وسواس قهرى.