معلومات تاريخية عن مضيق جبل طارق



                                         معلومات تاريخية عن مضيق جبل طارق


  • مضيق جبل طارق هو أحد المضايق البحرية التي تربط بين البحر المتوسط والمحيط الأطلسي، كان يُعرف قديماً باسم بحر الزقاق، وهو أقصر نقطة بين دولتي المغرب وإسبانيا، يقع حالياً تحت حكمهما بالإضافة لمنطقة جبل طارق التي تقع تحت حكم التاج البريطاني ، يحتوي المضيق على صخور ضخمة تقع على الجانب الغربي منه، عُرفت قديماً باسم أعمدة هرقل وذلك لاعتقادهم بأن مدينة أطلانطس الأسطورية كانت تقع خلفه.
  • سمي مضيق جبل طارق بهذا الاسم نسبة للقائد طارق بن زياد الذي عبره في القرن الأول الهجرية - عام 711م ، وكان أميراً على طنجة آن ذاك، كان السبب وراء عبوره للمضيق هو رغبته في مواصلة الفتوح الإسلامية والوصول لأسبانيا التي كانت تقع خلفه.
  • كان أول من سكن مستعمرة جبل طارق هم الفينيقيون وكان ذلك في عام 950 ق.م، بعد ذلك انتقلت لحكم الرومان وظلت كذلك حتى إسقاط الإمبراطورية الرومانية فتم ضمها إلى إسبانيا وبقيت تحت حكمها حتى عام 711م وهو عام الفتح الإسلامي.



  • ظلت جبل طارق تحت الحكم الإسلامي طيلة سبع قرون ونصف، وذلك بداية من عهد الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك في عام 92هـ -711م، ظلت المدينة مُحتفظة بشكلها وعمارتها دون أي تغيير حتى عام 1150م، إلى أن تم إنشاء مدينة محصنة مازالت آثارها باقية وواضحة حتى اليوم في القصر المغاربي، في عام 1309م تعرضت المدينة للغزو على يد القوات الإسبانية وتم ضمها إلى مدينة غرناطة، واستمرت هكذا حتى عام 1333م، حيث تم تحريرها على يد بني مرين، لكن تمكنت القوات الإسبانية من استعادتها مرة أخرى عام 1374م لينتهي بذلك الحكم الإسلامي على مدينة جبل طارق بعد 750 عام.
  • بعد ضم جبل طارق للحكم الإسباني قامت مجموعة من اليهود الذين تحولوا للديانة المسيحية بالانتقال إلى جبل طارق وإعلانه دويلة صغيرة لهم، لكن هذه الدويلة لم تستمر إلى لثلاثة أعوام فقط قبل أن تعود للحكم الإسباني ويتم إعادة اليهود لغرناطة مرة أخرى.
  • في أوائل القرن الثامن عشر كونت أسبانيا وفرنسا تحالف كان من شأنه أن يقلب ميزان القوى الأوربي، لذلك وقفت كلاً من انجلترا وهولندا والنمسا في وجه هذا التحالف وقاموا بشن هجوم على جنوب وغرب أسبانيا استمر لمدة ست ساعات أسفر عن سقوط جبل طارق تم السماح لسكانها بالخروج دون إيذائهم
  • حاولت إسبانيا جاهدة أن تستعيد شبه جزيرة جبل طارق لكن دون فائدة حتى انتهى الأمر إلى توقيعها على تنازل مؤبد عن جبل طارق لإنجلترا وبذلك أصبحت خاضعة لحكم التاج البريطاني.
  • لم تنتهي محاولات إسبانيا حتى بعد توقيع المعاهدة بل استمرت في محاولات استعادة جبل طارق لأهميتها الإستراتيجية فقامت بحصارها لمدة ثلاث سنوات بمساعدة الجيش الفرنسي لكن بريطانيا تمكنت من إحباط محاولتهما وإلحاق خسائر شديدة بالجانبين.
  • بعدها أقامت بريطانيا قاعدة بحرية في جبل طارق للحفاظ مصالحها في مياه البحر المتوسط خاصة بعد شق قناة السويس.
  • في عام 1967 حاولت فرنسا مرة أخرى استعادة سيطرتها على جبل طارق فقامت بعمل استفتاء حول ضمها لسيادتها أو بقائها تحت الحكم البريطاني، لكن كانت النتيجة ساحقة لصالح بريطانيا وذلك لأن معظم أهلها بريطاني الأصل، لكن أسبانيا لم تيأس وقامت بعمل استفتاء آخر عام 2002م لكن لم تتغير النتيجة. 
  • تعتبر شبه جزيرة جبل طارق من المناطق السياحية حالياً وذلك لما تتمتع به من مناخ معتدل وطبيعة خلابة، بالإضافة لإطلالتها على البحر المتوسط، وهي تابعة للمملكة البريطانية، لذلك بريطانيا هي المسئولة عن علاقاتها الخارجية وتعاملها مع دول العالم، أما الشئون الداخلية فيكون المسئول عنها هو رئيس الوزراء والوزراء الذين يتم انتخابهم بواسطة السكان وتعقد الانتخابات كل أربع سنوات. 
________________________________


*
في اللغات الأوربية حالياً يُسمى المضيق بـ “جبرلطار” وهو تحريف لجبل طارق.