سيرة علي بن أبي طالب رضي الله عنه



سيرة علي بن أبي طالب رضي الله عنه
علي بن أبي طالب رضي الله عنه


 هو الخليفة الرابع أبو الحسن، علي بن أبي طالب بن عبدالمطلب، بن هاشم بن عبدمناف بن قصي بن كلاب القرشي الهاشمي رضي الله عنه.

 ابن عم الرسول صلى الله عليه وسلم، وصهره، وأحد أصحابه، يكنى أبو الحسن، وأبو تراب، وأسد الله، وحيدرة، والمرتضى. ولد في مكة، لعبد مناف أبو طالب بن عبدالمطلب، من سادات قريش، وهو عم النبي صلى الله عليه وسلم وكافله، حين توفي والديه وجده. وأمه هي فاطمة بنت أسد الهاشمية. أسلم قبل الهجرة، وهو ثاني أو ثالث الناس دخولا في الإسلام، وأول من أسلم من الصبيان. هاجر إلى المدينة، بعد هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم بثلاثة أيام، وبات قبلها في فراش النبي صلى الله عليه وسلم، وآخاه النبي صلى الله عليه وسلم مع نفسه حين آخى بين المسلمين، وزوجه ابنته فاطمة - رضي الله عنها - في السنة الثانية من الهجرة. شارك في كل غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم، عدا غزوة تبوك، حيث خلفه فيها النبي صلى الله عليه وسلم على المدينة، وعرف بشدته وبراعته في القتال؛ فكان عاملاً مهمًا في نصرة المسلمين في مختلف المعارك. كان رضي الله عنه موضع ثقة الرسول صلى الله عليه وسلم؛ فكان أحد كتاب الوحي، وأحد أهم سفرائه ووزرائه. بويع بالخلافة سنة (35هـ) بالمدينة المنورة، وحكم خمس سنوات وثلاثة أشهر، وفترة حكمه تميزت بتقدم حضاري ملموس خاصة في عاصمة الخلافة الجديدة الكوفة. وقعت الكثير من المعارك في عهده، بسبب الفتن التي تعد امتدادًا لفتنة مقتل سيدنا عثمان رضي الله عنه، مما أدى لتشتت صفوف المسلمين وانقسامهم. حدثت في عهده العديد من الوقعات؛ كالجمل وصفين وغيرها، واستمرت الفتن قائمة، حتى قتل على يد عبدالرحمن بن ملجم (لعنه الله) في (21) رمضان سنة (40هـ) في الكوفة. اشتهر رضي الله عنه عند المسلمين بالفصاحة والحكمة والبلاغة، فينسب له الكثير من الأشعار، والأقوال المأثورة، كما يعد رمزًا للشجاعة والقوة، ويتصف بالعدل والزهد، كما يعتبر من أكبر علماء الدين في عصره علمًا. ولا أحد يعرف بالتحديد متى ولد، والأرجح أنه ولد بعد عام الفيل بثلاثين عامًا في مكة، يوم الجمعة الثالث عشر من رجب، وقيل قبلها بسنة أو سنتين. وهو أصغر إخوانه، وله العديد من الأبناء؛ منهم سيدا شباب أهل الجنة «الحسن والحسين» رضي الله عنهم.