معركة الأوراس



معركة الأوراس


مقال للكاتب 




قائد المعركة من المسلمين: حسان بن النعمان.
قائد المشركين: الكاهنة من البربر.

بعد أن اجتمعت الكلمة على عبدالملك بن مروان، اهتم بشؤون إفريقية، وكانت المنطقة قد خلت من القيادة الإسلامية بعد مقتل زهير بن قيس البلوي سنة 69هـ على يد الروم، فقد انفردت الكاهنة في حكم إفريقية الداخلية وكان مركزها في جبال الأوراس، فجهَّز عبدالملك بن مروان جيشًا كثيفًا وزوَّده بالسلاح والمال، وعيَّن عليه قائدًا هو حسان بن النعمان، فدخل حسان إلى تونس فالقيروان، ثم غزا الساحل وافتتحقرطاجنة ومدن الساحل..

ثم تفرَّغ لحرب الكاهنة، والتقى بجيشها على نهر "نيني" ودارت معركة حامية كان النصر فيها للكاهنة، وفرَّ جيش حسان ووقع في الأسر عددٌ كبير من المسلمين، منهم خالد بن يزيد القيسي، فاتخذته الكاهنة ولدًا لها..

ثم فارق حسان تونس ومكث في برقة، وأخبر عبدالملك بما حصل، فأمر بألا يبرح مكانه حتى يأتيه أمره، وظل حسان يدير ذلك الإقليم مدة خمس سنوات، فأتاه أمر عبدالملك بوجوب قتال الكاهنة، وأرسل له الجنود والأموال اللازمة، ثم إن حسان بن النعمان راسل خالد بن يزيد القيسي ليُعلمَه بأسرار الكاهنة، وكانت خلال هذه المدة قد ساءت سيرتها في الناس وعسفت وظلمت؛ حتى استغاث من أعمالها الصَّديقُ قبل العدو، فاستغل حسان سمعتها المتدنية، وتقدم من ليبيا باتجاه قابس، ثم احتلَّ قفصة وقسطيلية ونفزاوة، وتقدم إلى معقلِها في الأوراس، فالتقى مع جندها في معركة حامية الوطيس، ظن الناس أنه الفناء، ثم نصر الله المسلمين وانهزم البربر وقُتلوا قتلًا ذريعًا، وانهزمت الكاهنة ثم أدركها الطلب فقُتلت وانتهى شرها، وبعدها أصبح حسان سيد الموقف، فقصده البربر مستسلمين، وبدؤوا يدخلون في دين الله أفواجًا، وعاد حسان في رمضان إلى القيروان والأمن مستتب.


رابط الموضوع: http://www.alukah.net/culture/0/118901/#ixzz4sDLpfUb1