حوت مقابر قدماء المصريين الكثير من مشاهد الحياه اليومية و منها مشاهد الزرع و الحصاد .
و لكن هل خطر ببالك يوما أن قدماء المصريين لم يصوروا أبدا مشهد الفيضان ؟
لا يوجد أى مشهد فى اى مقبرة أو بردية يصور حالة الأرض الزراعية أثناء الفيضان و قد غمرها الماء , ثم انحسار الماء عنها تمهيدا لحرثها ثم بذرها .
كانت أول مرحلة فى دورة الحياه الزراعية فى مصر القديمة تبدأ بفيضان النيل و غرق الأراضى الزراعية فى مياه الفيضان , و مع ذلك لم يصور الفنان المصرى القديم هذه المرحلة الهامة من مراحل الزراعة .
و هذا يدل على أننا لسنا أمام مشاهد تسجيلية للأنشطة الاقتصادية للانسان .
نحن امام شئ آخر مختلف تماما ……. أمام أسلوب أدبى و فنى فريد مرتبط بعلوم ما وراء الطبيعة .
كان قدماء المصريين يستخدمون “بعض” أنشطة الحياة اليومية رموزا للعلوم الكونية و الروحانية .
و كان الفنان المصرى ينتقى من أنشطة الحياه اليومية ما يساعده على تشفير المغزى الكونى و الروحى الذى يريد تسجيله فى المشهد .
لذلك أخذ الفنان من بين مشاهد الزرع و الحصاد فى الحياه اليومية ما يساعده على تشفير الرمز المتعلق بأحد العلوم الروحية و هو قانون الكارما … قانون السبب و النتيجة ….. و هو أحد القوانين الكونية التى بها يتحدد مصير الروح عند انتقالها من عالم الى عالم آخر .
و قانون السبب و النتيجة يقول لنا أن كل ما يفعله الانسان فى هذا العالم يساهم فى تحديد مصيره فى العالم الآخر ….. فالانسان يتحمل مسئولية كل ما يحدث له … فلديه الوعى و الاراده و هى أهم الأدوات التى يملكها الانسان و بها يعرف طريقه و يكون مسئولا عن مصيره .
يعرف قانون السبب و النتيجة عند الحضارات الآسيوية باسم الكارما , و قد نقلت الحضارة الغربية الحديثة هذا الاسم من الحضارات الآسيوسة و أصبح يعرف بهذا الاسم فى العالم كله .
أما قدماء المصريين فقد عرفوا هذا القانون باسم قانون الزرع و الحصاد ….. كما تزرع ستحصد .
فما زرعته فى الحياه الدنيا ….. ستحصده فى العالم الآخر ….. و سيحدد مصيرك .
محول الأكوادإخفاء محول الأكواد الإبتساماتإخفاء الإبتسامات