سقوط طليطلة
وذلك في يد ملك قشتالة «إسبانيا» الفونسو السادس، الذي استغل حالة التفرق والتشرذم التي أصابت
دولة الإسلام بالأندلس، خلال فترة حكم ملوك الطوائف المشئومة، حيث استقلت بعض الأسر العربية أو
الأمازيغية أو الصقلية، بحكم ولايات الأندلس، ولم يكن همَّ ملوك الطوائف إلا الدنيا وأنفسهم، فاقتتلوا فيما
بينهم على الحدود المشتركة، وغفلوا عن العدو الأصلي المتربص بهم في الشمال، مما أعطى للصليبيين
الفرصة لتجميع قوتهم وحشد جيوشهم، والانقضاض على «طليطلة» التي كانت تحت حكم شخصية من
أرذل وأسوأ الشخصيات وهو «يحيى بن ذو النون»، وكانت «طليطلة» عاصمة إسبانيا القديمة، فهجم عليها
«ألفونسو السادس» واستولى عليها في 1 صفر سنة 478هـ، وباقي ملوك الطوائف وعلى رأسهم
«المعتمد بن عباد» حاكم إشبيلية المجاورة لا يحركون ساكنًا، وهم يشاهدون أعرق قواعد الإسلام في
الأندلس تسقط، و السبب خوفهم من بطش «ألفونسو»، وحرصهم على ملكهم ودنياهم، والمعاهدات
المخزية الذليلة التي سبق وأن عقدها ملوك الطوائف مع «ألفونسو»([1]).
الجدير بالذكر أن هذا السقوط كان له آثار خطيرة، فلقد كان فاتحة لحركة الاسترداد الإسبانية المزعومة
المعروفة باسم «لاريكونكستا» ولأول مرة منذ الفتح الإسلامي تعبر الجيوش الصليبية حاجز نهر «التاجه»،
وكان هذا السقوط الشرارة الحقيقية التي أطلقت الحروب الصليبية على بيت المقدس.
________________________________________________________
([1])مراجع : الكامل في التاريخ، نفح الطيب، المعجب، المغرب، دولة الإسلام في الأندلس.
محول الأكوادإخفاء محول الأكواد الإبتساماتإخفاء الإبتسامات