تاريخ الحجاز




تاريخ الحجاز الحجاز: هي جزءٌ من المنطقة التي تُكوّن المملكة العربية السعودية حالياً، وتحتوي على مجموعة من المدن المهمة، مثل: مكة المكرمة، والمدينة المنورة، وغيرها، وعُرفت هذه المنطقة عربياً وعالمياً حتى الرُبع الأول من القرن العشرين باسم الحجاز، والتي كوّنت مجموعة من المدن العربية المأهولة بالسكان، وشهدت منطقة الحجاز العديد من المراحل التاريخيّة المهمة، والتي أثرت فيها وعلى تقسيمها الجغرافي بشكل ملحوظ، حتى وصلت إلى ما هي عليه في الوقت الحالي، لذلك من الممكن تصنيف تاريخ الحجاز إلى المراحل التالية:

قبل الإسلام

 كان العرب يعيشون في الحجاز على مجموعتين، وهما: العرب البدو، والعرب الذي فضّلوا الاستقرار على الترحال، ولكن بما أنّ الحجاز منطقة صحراويّة، فكان عدد البدو الذين يعيشون فيها كبيراً، وبالتالي لم يستقر العرب إلا في المناطق ذات الطبيعة الخصبة داخل الحجاز، ولم تكن أعدادها كبيرة، ولكن ظل الفكر البدوي هو المتحكّم بعادات وتقاليد العرب الذين عاشوا في الحجاز، وفيها عاشت العديد من القبائل العربية المعروفة، وأشهرها قبيلة قريش التي سكنت في مكة المكرمة، وهي قبيلة الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وسكن فيها أيضاً العرب اليهود، والنصارى كمكوّن من مكونات النسيج العربي. وتشابه عرب الحجاز معاً بعادات مشتركة مع اختلاف أفكارهم الدينيّة، ومن أكثر هذه العادات انتشاراً آنذاك الحُكم القبلي، وظهور المعارك بين بعض القبائل العربيّة، والذي أسس لحدوث الكثير من الأزمات بين العرب، لذلك كان من الصعب عليهم تقبّل وجود شيء جديد بينهم، وذلك لطباعهم الصعبة، وهذا ما ظهر واضحاً عند بداية الدعوة النبويّة الشريفة لدين الإسلام، والتي واجهت العديد من المصاعب قبل أن يتوحّد العرب في الحجاز، ومن ثم في الجزيرة العربية تحت راية الإسلام.


العصر الإسلامي

بعد تأسيس الدولة العربية في الحجاز في العصر الإسلامي، وبحُكم الخلافة الإسلامية صارَ للحجازِ وجودٌ واضحٌ على خريطة العالم، واعتمدت المدينة المنورة عاصمة لها، وظل التوسع العربي والإسلامي ينتشر في كافة بقاع العالم مع الفتوحات الإسلاميّة، وحافظت الحجاز على عصرها الجوهريّ، حتى الخلافة الأمويّة والتي واجهت فيها العديد من الاضطرابات، وكان من أهمها انتقال العاصمة الإسلاميّة إلى دمشق، لتُقسّم الحجاز إلى إقليم مكوّنٍ من ثلاثة أقسام، وهي: مكة، والمدينة المنورة، والطائف، وظلّ الحجاز على حاله في عصر الخلافة العباسية، فانتقلت العاصمة الإسلامية إلى بغداد، ومن ثم تراجع الحُكم العباسي في سنواته الأخيرة، ليتمكّن العثمانيون من فرض سيطرتهم على شبه الجزيرة العربية بما فيها الحجاز.


العصر الحديث 


بعد السيطرة العثمانية الصارمة على الحجاز، قرر الشريف الحسين بن علي أمير مكة المكرمة، في عام 1916م إعلان الثورة العربية الكبرى على الحُكم العثماني، وأسس مملكة الحجاز، والتي استقلت عن الدولة العثمانيّة، ولكن صارت علاقات الشريف الحسين مع الإنجليز سيئة؛ بسبب عدم موافقته على أن تخضع فلسطين للانتداب البريطاني، وسوريا للانتداب الفرنسي، مما جعلَ بريطانيا تفكرُ بحلٍ لتمسك الشريف الحسين بالهوية العربيّة. وهذا ما دفع الإنجليزي للتعاون مع حاكم نجد عبد العزيز بن سعود، لإعلان الحرب على الحجاز، وفي عام 1924م توجهت القوات النجدية بدعم من بريطانيا إلى الحجاز للاستيلاء عليها، فتمكنت من السيطرة على الطائف، ومن ثم سيطرت على مكة المكرمة، وتمت محاصرة المدينة المنورة، حتى تمكنوا من احتلالها، ونفت بريطانيا الشريف الحسين بن علي إلى قبرص، لتتوحد الحجاز مع نجد تحت حُكم آل سعود.