ورع عمر بن الخطاب وخوفه
كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه ورعاً شديد الورع ، فقد كان يتحرى الحلال في كل شيء ، في لباسه و مأكله و مشربه و كل شأن من شؤون حياته ، نائياً بذلك نفسه عن كل الشبهات ، فقد تعلم رضي الله عنه من رسولنا الكريم أن من اتقى الشبهات فقد اسستبرأ لدينه و عرضه ، و أن من أطاب مطعمه أجيبت دعوته فعن البراء بن معرور أن عمر خرج يوما حتى أتى المنبر و كان قد اشتكي شكوى فنعت له العسل و في بيت المال عكة فقال : إن أذنتم لي فيها أخذتها و إلا فهي علي حرام فأذنوا له و قد كان عمر بن الخطاب شديد الخوف من ربه رغم حسن اعماله و كثرة حسناته و جميل صفاته و عبادته و جهاده فعن عامر بن ربيعة قال ، رأيت عمر قد أخذ تبنة من الأرض ، فَقَالَ : " يَا لَيْتَنِي مِثْلُ هَذِهِ التِّبْنَةِ ، لَيْتَ أُمِّي لَمْ تَلِدْنِي ، لَيْتَنِي لَمْ أَكُ شَيْئًا ، لَيْتَنِي كُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا " " و قد جاء في قول لعمر بن الخطاب رضي الله عنه : لوْ نَادَى مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ : أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّكُمْ دَاخِلُونَ الْجَنَّةَ كُلُّكُمْ أَجْمَعُونَ إِلا رَجُلا وَاحِدًا ، لَخِفْتُ أَنْ أَكُونَ هُوَ ، وَلَوْ نَادَى مُنَادٍ : أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّكُمْ دَاخِلُونَ النَّارَ إِلا رَجُلا وَاحِدًا ، لَرَجَوْتُ أَنْ أَكُونَ هُوَ " و عن عبدالله بن عمر بن الخطاب أن عمر لقي أبا موسى الأشعري رضي الله عنه، فقال له: يا أبا موسى، أيسرك أنَّ عملك الذي كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم خَلَص لك، وأنك خرجت من عملك كفافاً، خيره بشره، وشره بخيره كفافاً، لا لك، ولا عليك؟ قال: لا يا أمير المؤمنين. والله قدمت البصرة وإن الجفاء فيهم لفاشٍ، فعلَّمتهم القرآن والسنّة، وغزوت بهم في سبيل الله، وإني لأرجو بذلك فضله. قال عمر رضي الله عنه: لكن وددتُ أني خرجت من عملي خيره بشره، وشره بخيره كفافاً، لا علي ولا لي، وخَلَص لي عملي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم المخلص. كذا في منتخب الكنز . حديث ابن عباس في خوف عمر عند موته
د. محمد عبدالقادر أبو فارس, 1987. ثلة من الأولين . عمان -الاردن. دار الارقم للنشر والتوزيع
محول الأكوادإخفاء محول الأكواد الإبتساماتإخفاء الإبتسامات