ذو التاج لقيط


    ذو التاج لقيط مقال لسهيل طقوش يستكمل فيه حديثه وتحليله لظاهرة التنبؤ التي ظهرت أواخر عصر النبي محمد مع التركيز على أبرز أفرادها ودعواهم واتجاهاتهم




ذو التاج لقيط بن مالك الأزدي، ادَّعى النبوَّة وغلب على أهل عُمان[1] وطرد منها عمَّال الخليفة أبي بكر. كان الغالب على عُمان الأزد فلمَّا كانت سنة (8هـ=629م) بعث النبيُّ صلى الله عليه وسلم أبا زيد الأنصاري وعمرو بن العاص رضي الله عنهما إلى عبيد وجيفر من بني جُلَنْدى حُكَّام عُمان، ومعهما كتاب يدعوهما فيه إلى الإسلام، وقال: "إن أجاب القوم إلى شهادة الحقِّ وأطاعوا الله ورسوله، فعمرو الأمير، وأبو زيدٍ على الصلاة". فأسلم عبيد وجيفر، ودخل أهل عُمان في الإسلام، ولم يزل عمرو وأبو زيد رضي الله عنهما في عُمان حتى تُوفِّي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فارتدَّت الأزد وعليها لقيط بن مالك ذو التَّاج وانحازت إلى دَبَا[2]، والتجأ عبيد وجيفر إلى الجبال والبحر هربًا منه، وكاتبا أبا بكر الصديق رضي الله عنه بخبر ما حدث[3].
كانت عُمان في عصر الرسالة تابعة لفارس؛ فهي بحكم موقعها الجغرافي في الجزء الجنوبي الشرقي من جزيرة العرب أقرب إلى فارس منها إلى المناطق الشماليَّة الغربيَّة في الجزيرة العربية التي يفصلها عن الربع الخالي، وكانت فارس حريصة على إخضاع القبائل الضاربة في شرق الجزيرة العربية على الخليج العربي؛ لتتحكَّم بهذا الخليج وبمدخله الجنوبي مضيق عُمان "هرمز"، ومن جهتها اعتمدت هذه القبائل على فارس، فكان طبيعيًّا أن تُعادي الدعوة الإسلامية، وكما دفع الفرس بسجاح لإثارة المشكلات في وجه الدعوة الإسلاميَّة ومحاربة المسلمين فادَّعت النبوة لتستقطب القبائل، كذلك دفع هؤلاء ذا التاج لقيط بن مالك الأزدي، فادَّعى النبوَّة وحمل قومه على الإيمان به وحارب المسلمين.

المصدر: كتاب تاريخ الخلفاء الراشدين الفتوحات والإنجازات السياسية لمحمد سهيل طقوش.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] عمان: اسم كورة عربية على ساحل بحر اليمن والهند. الحموي: 4/150.
[2] دبا: سوق من أسواق العرب بعمان. المصدر نفسه: 2/435.
[3] انظر: البلاذري: فتوح البلدان، ص83،84.
..........................................................
منقول من موقع قصة الاسلام للدكتور راغب السرجاني